أيها السادة
نجتمع اليوم هنا … تقديرا لليوم الدولي لانهاء الافلات من العقاب الذي أقرته الامم المتحدة في (2/11) من كل عام.
وهذا يعني بأن اجتماعنا هو التأكيد على تكريم وتقدير الصحفيين الكوردستانيين والعمل المهني للاعلاميين.
وفي الوقت نفسه رفع صوتنا وتوحيد مطالبنا بشكل قانوني وعادل لحماية الصحفيين وضمان سلامتهم وان ينال القائمون بالانتهاكات و قتلة الصحفيين جزاءهم وتقديمهم للقضاء في اقليم كردستان.
فرفع صوتنا ودعمنا وجراتنا واجتماعنا هو علامة الاداء الواجب الاخلافي والمهني في (مجلس نقاية صحفيي كوردستان) ل(5) من الصحفيين المغتالين ول(1440) صحفياً اللذين مورست الانتهاكات بحقهم.
أيها الصحفيون الاعزة
ان مهمة حكومة اقليم كوردستان والمحاكم والمؤسسات الامنية لاتنحصر فقط بالقاء القبض على قتلة الصحفيين لنيل جزائهم العادل ، بل مهمتها الاهم والرئيسية هي حماية الصحفيين ومهنتهم في اطار القانون وتعريف الصحفيين البروفيشنال بشكل رسمي وتقديرهم، وتطبيق قانون المرقم(35) لعام / 2007 (قانون الصحافة الكوردستانية) والقانون المرقم(11) لعام / 2013 (قانون الحصول على المعلومة) كقانونين لضمان حقوق الصحفيين، الاأننا كمجلس للنقابة نشعر بالقلق والاستياء بأن هذا الاجراء لم ينفذ بالشكل المطلوب وفي أحيان كثيرة لم يتم التعاون مع النقابة ولم يتم التعامل بالشكل المناسب مع تقارير لجنة الدفاع عن حرية الصحافة وضمان حقوق الصحفيين وكذلك لم يتم التعامل تعاملاً صحياً مع زملائنا اللذين يستظلون تحت مظلة النقابة ويترقبون تحقيق حقوقهم .
أيها السادة:
ان قلقنا واستيائنا يستندان الى الاحصائيات والمعلومات المتوفرة لدينا، واننا نشعر بخيبة امل بأن قتلة الصحفيين لم يتم تحديدهم ولم ينالوا عقابهم ، ونعلم بأن هذه الظاهرة تتكرر وتتواصل في امريكا واوروبا الى كونغو الديمقراطية واليمن وافغانستان ومن البلدان الديمقراطية الى البلدان التوتاليتارية، ولكن المشكلة اننا لسنا دولة ولانمتلك الدولة المستقلة، ورغم هذا فأن قتل الصحفي هو كارثة والاكثر كارثية هو عدم العثور على قتلة الصحفيين وعدم محاسبتهم.
أُسر الشهداء
في الوقت الذي فقد المجتمع البشري العديد من دعاة الحرية والصحفيين الجرئيين والمجتمع الكوردستاني فقد عدداً من اللذين اضاءوا اكالمصباح الليالي المظلمة، كما فقد صحفيي كوردستان زملاء لهم مع أشخاص كانوا يحلمون بنهج وافكار مضيئة، وفقدت عوائلهم فلذات أكبادهم وخطفت أحبتهم من الاحضان الدافئة، بمعنى اننا جميعاً فقدنا اصواتاً والواناً لشخصيات كبيرة على طريق الحرية والنضال وحرية الاعلام، والمفقودون هؤلاء لايمكن أن يتم تعويضهم.
والغالب في هذا الميدان هو الصحفيين ودعاة الحرية وهم اللذين يستطيعوم وضع حد لهذا الترويع والابادة، واننا نقف خلف الصحفيين والاقلام الحرة وبين كل الاختيارات نقف خلف شهداء الصحافة من بينهم (سوران، كاوه ، سردةشت، وداد).
الزملاء المحترمون
خلال(10) السنوات الماضية تم تسجيل(898) حالة انتهاك من اعتقال وضرب منع والتي مورست ازاء(1440) صحفيا بينهم(1328) صحفيا و (64) صحفية، وحدثت (347) حالة في أربيل و (285) حالة في السليمانية و(107) حالة في الموصل و(6) حالة في كفري و (6) حالة في خانقين و (5) حالة في صلاح الدين و (4) حالة في بغداد و (4) حالة في ديالى، هذه الارقام والنسب متزامنة مع نسب واحصائيات خطيرة في العالم ، حيث تم تسجيل خلال اعوام(2008 – 2018) .. (760) حالة قتل واغتيال للصحفيين، ففي عام(2018) فقط قتل (77) صحفيا ، والنقطة المشتركة هو كونهم صحفيين ومواطنين، ولم ينل القتلة جزاءهم حالهم حال القتلة الموجودين في كوردستان، اي اننا معاناتنا مشتركة لذا من الضروري ان يكون لنا نضال وضغط مشتركين، ونحن قمنا بهذه المهمة كنقابة مع (IFJ) ، الاأن المشكلة هي عدم محاسبة اي فرد من أفراد الشرطة، ولم يلق القبض على قاتل واحد من بين قتلة الصحفيين ولم يقدم للمحاكمة، وهل لا يمنحونا حق القلق والاستياء ..؟! وألايحق لنا كمدافعين عن الصحفيين معرفة مصيرهم .. ؟ لذا عدا اننا نحمل هم زملائنا ونعتبر انفسنا جزءاً من تجربة شعب كوردستان، نتمى ان نحصل قريبا على اجوبة لمطالبنا، لنطمئن القلوب الحزينة لعوائل شهداء الصحافة وذلك بانزال العقاب بقتلة الصحفيين، كما ونتمنى بأن لاتتكرر احداث خطيرة وكارثية كالتي حصلت وان يكون لنا اقليماً حراً ومستقراً مليئاً بالفضاء الحر وحرية الاعلام والعقيدة، لينتهي قلقنا واستيائنا وان يكرم الصحفيين وتعرف مهنتهم بشكل رسمي وان يسود سيادة القانون.
وكونوا على ثقة بأن احدى مفاخر اقليم كوردستان هي حرية الصحافة والاعلام واحد السلالم الهامة لتطوير الديمقراطية والتعددية وضامنة لمجتمع متقدم وحضاري ، و تكرار هذه الانتهاكات يقف بالضد من هذه المفاخر والمكتسبات.
نحو اقليم مستقر لجميع المواطنين سيما الصحفيين وان يكون طريق الشهدء وشهداء القلم ودعاة الحرية مليئاً بالسائرين.
مع الشكر
مجلس نقابة صحفيي كوردستان
2/11/2018